Maya Smile الادارة
تاريخ التسجيل : 10/07/2011 العمر : 27 الموقع : https://nafida.alafdal.net/ المزاج : ممتازة
اعضاء نشيطون الاعضاء المتميزون : (0/0)
| موضوع: اتجاهات علم النفس الجمعة أغسطس 05, 2011 2:16 pm | |
| اتجاهات علم النفس مابعد الحداثة لكل إنسان مجموعته الخاصة من الافتراضات عن الحياة, والأخلاق، والعلاقات التي يدعمها سياق ثقافي معين. هذه الافتراضات قد لا تتوافق جملة او تفصيلا مع افتراضات وقناعات الآخرين . ولكن هؤلاء الناس المختلفين يترددون إذا ما أثقلتهم التناقضات، وآلمتهم النسبيات على أخصائي او معالج نفسي واحد. وفي الوعي المعاصر المختلف لم يعد بمقدورنا التوفيق بين المتناقضات مثل الإيمان الديني العميق و الإلحاد أو العلمانية على سبيل المثال. ذلك ان كلا منها قد يكون حقيقة منفصلة . وعليه فقد أصبحت مكاتب المحللين النفسين أشبه ببوتقات تجول فيها الحقائق المتعددة. وفي محاولة منه ان يكون فاعلا ومفيدا ، يسعى المعالج النفسي جاهدا ان يدخل الى ـ او أن يعمل من خلال ـ افتراضات كل حقيقة. لقد أصبحت قدرة المعالج النفسي على كسب عيشه مرتبطة بقدرته على "تحويل قنوات عقله " من مريض الى آخر . وأصبح عمله اليومي هو الاشتغال ضمن الحقائق المتنوعة ـ او المتناقضة ـ واعتبار كل منها صحيحة وصالحة في إطار مرجعياتها الخاصة . وتبعا لذلك فان عليه ان يتقن فن تعليق قناعاته الخاصة او نظرته الشخصية وأن يصبح " متعدد العقول"، إن جاز التعبير . ان تكون ذي "عقول كثيرة " يعني ان تشيد في داخلك غرفة للأساليب المتعددة في التفكير في محاولة لفهم كل طريقة . وذلك يعني ان تنظر الى الحقيقة بوصفها جمعية ونسبية بدلا من كونها فردية ومطلقة . يعمل المعالج النفسي المعاصر من منطلق ان الحقيقة الخاصة بكل فرد صالحة في أطار سياقاته الخاصة ، وأنها تقف على قدم المساواة مع الحقائق الأخرى ضمن سياقاتها الخاصة أيضا . لقد أصبح الثمن الذي ندفعه مقابل مثل هذه النظرة الى الحقيقة لا يطاق . وفي نهاية المطاف خلقت ما بعد الحداثة نظرة عالمية لا يمكن الدفاع عنها او التعايش معها. ومن وجهة النظر النفسية , فان استمرار الحياة على طريقة ما بعد الحداثة وأفكارها يشظي الإحساس الفردي بالهوية الشخصية ويعزز الشعور بالعزلة والاغتراب . وبسبب ذلك كله, بات المعالج اليوم مقتنعا بان المساعدة الفاعلة مقيدة بالثقافة. وان الإستراتيجية التي تعمل ضمن سياق ثقافي محدد قد تكون بلا معنى في سياق آخر. يرى البروفسور جيمس فيديليبوس ان المعالجين النفسيين المعاصرين باتوا على قناعة بأن : ·التواصل وأنماط اللغة مرتبطان بهيكلية السلطة داخل النظام الأسري ·وان سبب المرض لا يكون في داخل (الشخص قيد العلاج) بل في الأنماط التفاعلية للأسرة. ·وان (الشخص قيد العلاج) إنما يحمل أعراض اختلال أنماط التواصل الأسري فحسب. ·وأن الأعراض ليست إلا أشكالا لغوية كالمجاز أو الاستعارة مثلا. تشي مركزية اللغة في هذه الافتراضات بتأثير ما بعد الحداثة. الأمر الذي سأتناوله ببعض التفصيل نظرا لمركزيته في أطروحات ما بعد الحداثة , ولتبعاته وآثاره المتعددة على تحديد الهوية الذاتية . ترى ما بعد الحداثة ان اللغة هي احد أهم العوائق نحو معرفة الحقيقة . فاللغة هي وسط المعرفة . ولكنها تبعا لما بعد الحداثة لا يمكنها ان تعبر عن الحقيقة بكفاية ، ذلك لان هناك شرخا كبيرا بين الكلمات والحقائق التي يفترض ان تعكس فحواها . فالكلمات لن تعرض الحقيقة الموضوعية لأنها ـ أي الكلمات ـ أفكار بمعنى أنها اتفاقيات بشرية . وعليه فإننا لن نتمكن من معرفة الحقيقة الموضوعية إذا ما وظفنا هذه الاتفاقيات البشرية. وكل ما يمكننا ان نحصل عليه هو خلق الحقيقة بوساطة الكلمات . وهذا هو جوهر النظرية البنائية constructivism . وذلك يعني أننا لن نتوصل الى تقارير كونية عامة عن الإنسان ، فضلا عن أننا لن نستطيع ان نحدد ما إذا كان هناك شيئا يمكن ان نطلق عليه الطبيعة البشرية. يقول ما بعد الحداثيين انه لا يوجد طبيعة بشرية بحد ذاتها . نحن ما نقوله( نحن ) عن أنفسنا . هناك مشكلة أخرى مع اللغة تتمثل في حساسية ما بعد الحداثيين لما أطلق عليه فريدريك نيتشه " الرغبة في السيطرة " . يمارس الناس السيطرة والسلطة على الآخرين واللغة هي وسيلتهم في تحقيق ذلك . فمثلا عندما نحدد ادوار الناس ونتحدث عن الله او ما يأمرنا به فإننا نحدد توقعات ونصمم حدودا ، وبذلك فإننا نتحكم بالبشر عبر اللغة . ونتيجة لهذه النظرة الى اللغة وقدرتها على السيطرة والتحكم ، يميل ما بعد الحداثيين الى التشكيك بكل " السرديات " ويزعمون ان ما يقوله الناس او ما يكتبونه ليس سوى أداة لضبط الآخرين والتحكم بهم . نعود مرة أخرى الى تبعات هذه النظرة على الإنسان. فإذا ما حاولنا ان نحدد الطبيعة البشرية فإننا تبعا لذلك نحاول ان نفرض سيطرتنا على الآخرين . يقول ما بعد الحداثيين ان جعل الإنسان موضوعا ـ بمعنى مادة للدرس والتحليل ـ معناه ان تُخضع ذلك الإنسان . وبكلمات أخرى ان تضعه داخل بوتقة محددة الجوانب والحدود . والنتيجة ان الطبيعة البشرية لا يمكن ان تُحدد . وتبعا لذلك فان ما بعد الحداثة لا تعترف بما يسمى بالطبيعة البشرية. بل إنها تذهب ابعد من ذلك حين تنفي وجود الذات الفردية. ومرة أخرى , أجد من المناسب التفصيل في نظرة ما بعد الحداثة الى الذات الفردية individual self لأنها حجر الزاوية في علم النفس الما بعد حداثي . حدد والتر اندرسون أربعة مصطلحات وظفتها ما بعد الحداثة في تناولها لقضية الذات الفردية وموضوعات التغيير وتعدد الهويات وهي : 1-الذات متعددة العقول multiphrenia : وقد وظف المصطلح أول مرة في العام 1991 في كتاب للبروفسور كينيث غيرغن بعنوان( الذات المشبعة : معضلات الهوية في الحياة المعاصرة) . ويشير المصطلح الى أن إنسان ما بعد الحداثة يواجَه بفيض من الأفكار والأدوار والاتصالات وأنماط الحياة، بحيث أن الجوهر التقليدي لهوية ثابتة للأنا يتحلل باطراد إلى "ذات علائقية" . يقول غيرغن : " عندما نحدد حقيقة ما عن أنفسنا , تتداعى من دواخلنا اصواتا متعددة مشككة وربما ساخرة أيضا". إننا نلعب أدوارا مختلفة بحيث ان مفهوم الذات الاصيلة بسماتها المعروفة بدأ ينسحب من المشهد . 2-الذات المتلونة protean : تمتلك الذات المتلونة القدرة على التغير باستمرار لتتناسب مع الظروف الحالية . وقد يتضمن ذلك تغيير الآراء السياسية والميول الجنسية والأفكار أو طريقة التعبير عنها , وكذلك تغيير أساليب تنظيم الذات . ينظر البعض الى هذه الخاصية بوصفها عملية البحث عن الذات الحقيقة . إلا أنها بالنسبة لآخرين دليل آخر على فكرة انه لا توجد ذات حقيقية ثابتة. 3-الذات غير المتمركزة de-centered self : يركز هذا المصطلح على القناعة القائلة بأنه لا توجد ذات على الإطلاق . ذلك إنها تخضع لإعادة التحديد وللتغير باستمرار وتبعا لذلك فلا يوجد ذات خالدة. 4-الذات ضمن علاقة self-in-relation: وضعت فال بلموود هذا المصطلح للإشارة الى إجراء المداولات الأخلاقية التي تأخذ على محمل الجد العلاقات مع الآخرين دون أن تخسر ـ حسب زعمهاـ الشخصية الفردية في إشكالية الكلانية . لا يسمح هذا النموذج ـ وفقا لبلموود ـ للمصالح الفردية المتميزة بل والمتضاربة ان تتعايش مع بعضها فحسب وإنما ان تتشارك وتتعالق بطريقة غير تعسفية . تأخذ بلموود بعين الاعتبار السياقات الثقافية التي توجد فيها الذات الفردية . على ضوء هذه المصطلحات يمكننا ان نرسم صورة الإنسان المعاصر الذي عاثت ما بعد الحداثة بنفسه فسادا, وتشظيا , وتشكيكا , وسخرية . فغدا بلا مركز, تتجاذبه اتجاهات عديدة, انه يتغير باستمرار, و يجري تحديده بناء على معطيات خارجية تتحكم فيها علاقاته بالآخرين. إننا نُشكل بفعل القوى الخارجية وباختصار لقد أضحينا تراكيباً اجتماعية وحسب. تبدو هذه الصورة نقيضا كاملا لصورة الإنسان الحداثي الذي كان هدفه السعي نحو الكمال والعثور على الذات المتكاملة وحبك جميع الخيوط المتناثرة في ذات كلية واحدة ومتماسكة . ولكن ماذا يعني ان تصبح حياتنا مركبة اجتماعيا ؟ . إنها تعني و ببساطة ان قيم ولغات وفنون المجتمع وكل ما يحيط بنا هو الذي يحدد من نحن . بمعنى أننا لا نملك ذواتا منفصلة عما يحيط بنا بحيث تبقى ثابتة حتى لو تغيرت ملامح وظروف المجتمع الذي نعيش فيه . لقد كانت المجتمعات التقليدية تحدد حالة الفرد تبعا للدور المنوط به. وفي المجتمعات الحداثية منح هذا التميز للانجاز . أما في حقبة ما بعد الحداثة فان الموضة والأسلوب هي التي تمنح الفرد حالته ووضعيته في المجتمع . فعندما تتغير الموضة لا بد ان نتغير معها، وإلا فان هويتنا ستصبح موضع تساؤل. وتبعا لذلك فانه لا يوجد سياق خالد لحيواتنا . نحن " متموضعين تاريخيا" حسب انتوني ثيسلتون . بمعنى انه لا يمكن فهم حيواتنا إلا في سياق اللحظة التاريخية الحالية . كل ما يعنيننا هو الحاضر، فلا تأثير للماضي, أما المستقبل فهو مفتوح على كل الاحتمالات. والنتيجة هي حياة مشوشة, غير مستقرة. نقتبس من ثيسلتون مرة أخرى قوله : " ولّد افتقاد الاستقرار والهوية والثقة الشكوك العميقة وانعدام الأمن والقلق..." . تعيش الذات في ما بعد الحداثة " التجزؤ ، وعدم التحديد ، وانعدام الثقة الشديد" بجميع المطالبات بالحقيقة المطلقة أو المعايير الأخلاقية الكونية . الأمر الذي أدى الى تبني المواقف الدفاعية و "الانشغال المتزايد بالحماية الذاتية ، و المصلحة الذاتية ، والرغبة في السلطة واستعادة السيطرة" | |
|
di khalifa عضو فضي
تاريخ التسجيل : 29/07/2011 الموقع : https://www.facebook.com/khalifa.allal المزاج : زاهي ديما ا
اعضاء نشيطون الاعضاء المتميزون : (0/0)
| موضوع: رد: اتجاهات علم النفس الجمعة أغسطس 05, 2011 2:26 pm | |
| | |
|
الامبراطورة سوسو عضو ذهبي
تاريخ التسجيل : 06/07/2011 العمر : 29 الموقع : نافذة شرق الجزائر المزاج : ممتازة
اعضاء نشيطون الاعضاء المتميزون : (0/0)
| موضوع: رد: اتجاهات علم النفس السبت أغسطس 06, 2011 3:50 pm | |
| | |
|
THE FINIKS عضو ذهبي
تاريخ التسجيل : 01/08/2011
| موضوع: رد: اتجاهات علم النفس الخميس أغسطس 11, 2011 5:16 am | |
| شكرا جزيلا لك على المعلومات روعة
| |
|